التعبيرات الاصطلاحية بين كيفية فهم الدلالة وسمات الصورة الذهنية 〜 دراسة مقارنة بين اللغة اليابانية والعربية 〜

ملخص الكتاب في سطور

تقديم لموضوع الكتاب :

 تشيع في معظم لغات البشر صور من التعبيرات منها ما يندرج تحت التعبير السياقي أو المتلازمات اللفظية ومنه ما يدخل في إطار التعبير الاصطلاحي ، وفي الواقع فمن أهتم بهذا النوع من التعبيرات ليس بالكثير من علماء اللغة العربية وبالأخص في مجال علم اللغة المقارن ، وذلك من من خلال ما نجده من قلة الأبحاث والدراسات المقارنة للتعبيرات الاصطلاحية للغة العربية  مع اللغات الاخرى ، لاسيما مع لغات القارة الآسيوية بشكل عام ومع لغات قارة جنوب شرق آسيا بلغاتها المختلفة والمتعددة ، لذا ولما كانت هذه المنطقة من البحث شبه مهجورة رأى الباحث أن يحاول من خلال هذه المجموعة من الأبحاث المدمجة في هذا الكتاب  تسليط الضوء على  هذا النوع من التعبيرات الاصطلاحية ورصد المفاهيم الإدراكية وآليات فهم العلاقات الدلالية والأسلوبية بين مكوناتها وطرح تصور جديد لتصنيف معانيها  في كل من اللغة اليابانية والعربية .

فهذه الدراسة موضوعها ((دراسة تحليلة مقارنة للتعبيرات الاصطلاحية  في كل من اللغة اليابانية والعربية ؛ حول خصائص المفاهيم الإدراكية وفهم المعاني الاصطلاحية))

أهداف البحث :

وترتكز هذه الدراسة في أدوات تحليها على أدوات علم المعنى وعلم المعنى الإدراكي  من أجل  رصد وتحليل ثلاث قضايا أساسية متعلقة بالتعبيرات الاصطلاحية هى كالآتي  :-
١-رصد أبرز التعبيرات الاصطلاحية في كل من اللغة العربية واليابانية وتصنيفها وفقا للعلاقات الدلالية والأسلوبية بين مكوناتها وأيضا معانيها الاستخدامية.

٢-رصد وتوضيح الخصائص الدلالية والنحوية لكل من التعبيراتك الاصطلاحية في كل من اللغة اليابانية والعربية.

٣-من منطلق تحقيق نظرية التقابل اللغوي للتعبيرات اللغوية بين لغتين ، ومن أجل أيضاً ًاستكمال الصورة التحليلة المقارنة بين اللغتين اليابانية والعربية في دراستنا هذه ، لازم علينا أن نبحث قضية مدى تقابل اللغتين ليس ثما من الناحية النحوية والدلالية فقط فحسب ، ولكن  وجب علينا  بحثها أيضاً من الناحية الإدراكية لكى يتسنى  لنا من خلال ما حصلنا عليه من نتائج  القدرة على التعرف عل

ى مدى رؤية وتناول كلا اللغتين وأفراد مجتمعهما للعالم المحيط بهما.

وعليه فلقد قمنا من خلال هذه الدراسة بطرح قضية كيفية تحليل المفاهيم الإدراكية للتعبيرات الاصطلاحية المتعلقة بالمفاهيم المجردة  لكل من مفهوم(( الموت )) و((الحب ))و((الوقت)) لدى اللغة اليابانية واللغة العربية ، ومحاولة رصد القوالب التعبيرية الاصطلاحية  لتلك المفاهيم وتوضيح  أبعادها الإدراكية والعلاقات الدلالية والأسلوبية بين بعضها البعض.

 وسوف نحول أن نعرض فيما يلي تلخيص مختصراً لأهم النقاط التحليلة المطروحة في كل فصل من فصول هذا الكتاب المكون من عشرة فصول والتي مفادها كالتالي :-

١- الفصل الأول : القيمة البحثية للتعبيرات الاصطلاحية وأبعادها التحليلة
٢-الفصل الثاني : التراكيب النحوية والدلالية وسمات التعبيرات الاصطلاحية في كل من اليابانية والعربية
٣-الفصل الثالث :محاولة تطبيقية لتصنيف معاني التعبيرات الاصطلاحية في اللغة العربية على أسس دلالية
٤- الفصل الرابع : القاعدة الإدراكية وسبل اتساع المعنى في الصورة المجازية للتعبيرات الاصطلاحية – أسس نظرية الصورة المجازية الإدراكية –
٥-دراسة تحليلة لبعض المفاهيم المجردة للتعبيرات الاصطلاحية فيى اليابانية والعربية
– تحليل التعبيرات المجازية الاصطلاحية المتعلقة بمفهوم الموت في كل من اليابانية والعربية –
٦- تحليل التعبيرات المجازية الاصطلاحية المتعلقة بمفهوم الحب والغرام في كل من اليابانية والعربية –
٧- تحليل التعبيرات المجازية الاصطلاحية المتعلقة بمفهوم(( الوقت))  في كل من اليابانية والعربية –
٨-ملخص نتائج تحليل التعبيرات المجازية الاصطلاحية المتعلقة بمفهوم(( الموت ))و(( الحب والغرام )) و((الوقت)) في كل من اليابانية والعربية –
٩-التعبيرات الاصطلاحية ومكوناتها من كلمات الأعضاء الجسدية في كل من اليابانية والعربية – دراسة تحليلة للتعبيرات الاصطلاحية المتعلقة بكلمة ((وجه)) في العربية وكلمة ((kao)) في اليابانية –
١٠-مضمون النتائج والقضايا المستقبلية

ملخص لأهم النقاط والقضايا والنتائج البحثية المطروحة بفصول الكتاب:

الفصل الأول :-

في هذا الفصل تناول الباحث قضية  التعبيرات الاصطلاحات بشكل عام ، حيث تم طرح التاريخي البحثي للتعبيرات الاصطلاحية ورصد أهم القضايا البحثية المطروحة في مثل هذا النوع من الدراسات اللغوية ، كما تم توضيح أهداف البحث والمادة البحثية المستخدمة به والتي على رأسها محاولة تحليل المفاهيم ، وتحديد المفاهيم الخاصة بالتعبير الاصطلاحي وكيفية تغير وتحول تلك المفاهيم على مدى التاريخ البحثي في كل من العربية واليابانية ، كما تم التطرق أيضاً الى قضية تحليل ثلاثة من أهم المفاهيم المجردة الا وهى الموت والحب والغرام والوقت في كل من اللغة اليابانية والعربية وذلك من خلال استخدام  أدوات علم اللغة الإدراكي  .

الفصل الثاني :-

بعد ما قمنا به من عملية  سرد  لأهم مراحل  تاريخ التطور البحثي للتعبيرات الاصطلاحية  لكل من اللغة اليابانية والعربية بالفصل الاول ، أنتقلنا في هذا الفصل إلى تناول قضية كيفية تحليل التراكيب النحوية وقوالبها المختلفة والعلاقات الدلالية والأسلوبية بين مكوناتها ، وبذلك استطعنا أن نضع  نرصد ونبرز رؤية عامة لواقع التعبيرات الاصطلاحية في كلا اللغتين ، كما استطعنا أيضاً أن نبرز الضوء أهم الخصائص والأبعاد اللغوية والثقافية للتعبيرات الاصطلاحية في اللغتين، علاوة على قيام الباحث بطرح منظور جديد يعالج  كيفية  تقسيم التعبيرات الاصطلاحية ، وذلك من خلال استخدام معاير التقسيمات النحوية في كل من  اللغة اليابانية والعربية معا .

الفصل الثالث :-

في هذا الفصل تجدنا ننتقل بأدوات البحث التجريبي الى محاولة جديدة تهدف الى وضع معيار تقسيمي جديد للتعبيرات الاصطلاحية  يقوم على أساس العلاقات الدلالية والأسلوبية لمعانيها، لذا فلقد قمنا بتقسيم ما يقرب عن أربعة الآلاف تعبير إصطلاحي  للغة العربية  بمعيار جديد يقوم على فكرة التقسيم الدلالي ،  مستفيدين في ذلك من الطرق والأنماط المتبعة في تقسيم معاني التعبيرات الاصطلاحية  بالقواميس اليابانية ، حيث تم عرض أهم التقسيمات المتبعة في قواميس التعبيرات الاصطلاحية للغة اليابانية وإبراز أهم خصائصها في البحث والاستخدام.
وأما عن الناحية الفنية فلقد تم تقسيم التعبيرات الموثقة من عدة مصادر متعددة ومختلفة الى أكثر من ٧٥ وحدة تقسيمية دلالية تنبثق عن وحدتين رئيسيتين هو ((التعابير الانسانية)) و (( التعابير الشيئية)) ، كما وضع ثلاثة أنواع من التقسيمات ذات المدى المختلف فيما بينها وهى كالتالي :

١- ((التقسيم الأكبر ))  ٢-((التقسيم المتوسط ))   ٣-((التقسيم الأصغر ))

ومن منطلق القاعدة اللغوية والإدراكية التي تقول أن القيام  بتقسيم التعابير اللغوية بما فيها التعبيرات الاصطلاحية  على أسس دلالية  قائمة على مفهوم المعنى واستخداماته كما وضحنا ذلك بعاليه  هو وسيلة فعالة لتقسيم الشعور الإدراكي للشعوب والمجتمعات اللغوية  ، وعلى ذلك فلقد توصلنا من خلال هذه الدراسة الى نتائج بحثية تفيد أن التعبيرات الاصطلاحية للغة العربية المتعلقة بتعبيرات الحديث والكلام هى الأكثر استحواذ على النسبة الأكبر من عدد التعبيرات الاصطلاحية للمادة البحثية المستخدمة في هذه الدراسة  . كما لوحظ أيضاً كثرة  التعبيرات الاصطلاحية ذات المعاني الدينية (الاسلامية)، مما يدل على مدى إنعكاس الشعور الديني على الأنماط والقوالب الفكرية للمجتمعات العربية .كما لوحظ أيضاً في نتائج البحث كثرة نسب نتائج التعابير المتعلقة الذم والمدح ، مما يدل من الجانب الإدراكي على أهتمام الشخصية العربية  بهذا النوع من المعاني في التواصل مع الآخرين ، كما تبين لن أيضاً قلة نسب نتائج أعداد التعبيرات الاصطلاحية المتعلقة بالصفات الخلقية للمرأة مقارنة بكم أعداد التعبيرات المقابلة لها للصفات الخلقية للرجل ، مما يجعلنا نستنتج  وجود بعض  المفاهيم الإجتماعية بالمجتمعات العربية التي لاتحبذ جعل المرأة محور للوصف في الكلام والحديث بكثرة بين الناس.

الفصل الخامس والسادس والسابع :-

في هذه الفصول الثلاث تم طرح مسألة كيفية تحليل المفاهيم المجردة بشكل محدد في ثلاثة مواضيع هى ((الموت)) و((الحب والغرام )) و((الوقت))، وذلك في إطار تجربة بحثية جديدة  تهدف الى الوصول الى  تحديد خصائص المفهوم الذهني  وطبيعة آلية فهم هذا النوع من التعبيرات الاصطلاحية للمفاهيم المجردة  .ومن خلال تحليل المادة البحثية المجمعة في إطار هذه الدراسة معتمدين في ذلك على قاعدة مفهوم الصورة الذهنية وعلاقتها الطردية بتكوين الصورة الذهنية  لالتعبيرات الاصطلاحية المجازية ، تبين لنا أن فهم معانى هذا النوع من التعبيرات لا يكون قائم فقط على مهارة استيعاب العلاقات الدلالية والاسلوبية المكونة لها ، بل يتعدى حدود ذلك بعمق بعيد بحيث يتطلب إدراك البعد الذهني المكون لتلك التعابير والتي ترتكز عليها صورها التعبيرية والمجازية  .
كما أستطعنا أيضاً من خلال هذه الدراسة أن نوضح أن المفهوم أو الصورة الذهنية التي تتكون من  خلال الصور المجازية للتعبيرات الاصطلاحية هى الصانع والمكون للمنظومة الفهمية لكل من المفاهيم المجردة (( للموت)) و((الحب)) و((الوقت)) في كلا اللغتين اليابانية والعربية . كما قمنا أيضاً بطرح منظور جديد لكيفية تقسيم وتوزيع التعبيرات الاصطلاحية ذات الصور المجازية او الاستعارية لكل من مفاهيم (( الموت)) و((الحب)) و((الوقت)) .

 وترجع أهمية الصورة المجازية في هذا الشأن إلى أنها توجد بشكل خفي وغير ظاهر داخل لغة الحياة اليومية ، مما يجعلها  تلعب دورا هام  في دفع القدرة على فهم واستيعاب المفاهيم الانسانية المجردة أمثال مفاهيم ((الموت)) و((الحب)) و((الوقت)) المطروحة في هذه الدراسة . وعلى الرغم من كثرة وجود هذا النوع من التعبيرات الاصطلاحية المعبرة عن مفاهيم مجردة مثل الموت والحب والوقت ، الى إنه قد تبين لنا أن تلك التعابير تتكون من خلال آلية تقوم على اندماج أو تجمع لعدد معين ومحدود من الصور الذهنية يسفر عنه في النهاية ظهور للصطلاح التعبيري المجازي أو الاستعاري في حياتنا اليومية  .لذا فعندما نأتي و نتحدث عن تحديد خصائص لتعبير اصطلاحي بعينه فعلينا أن نتطرق لمستويين من المستويات المعيارية ، الا وهما المستوى الخاص بالمعنى اللغوي الدلالي والمستوى الاخر الخاص بالمعنى الذهني لهذا التعبير .كما يجب أن ننتبه أنه يوجد نوعان من الصور الذهنية المحددة للصور المجازية والاستعارية للتعبيرات الاصطلاحية ، نوعاً يندرج تحت مسمى الصور الذهنية المشتركة لكافة البشر ونوع اخر يندرج تحت مسمى الصور الذهنية الخاصة بلغة ما أو مجتمع لغوي ما بعينه يميزه عن غيره من اللغات او المجتمعات الاخرى .

وفي هذا البحث ومن خلال ما قمنا به من تحليل لعدد من أهم وأكثر التعبيرات الاصطلاحية المجازية والاستعارية المعاصرة ذات العلاقة بمفاهيم الموت والحب والوقت في كل من اللغة اليابانية والعربية ، توصلنا إلى رصد النقاط التالية من خلال النتائج البحثية التحليلة للفصل الخامس والسادس والسابع بهذا الكتاب :-

١-شيوع نمط الاستعارة التي تقوم على فكرة التجسيد البشري في التعبيرات الاصطلاحية للغة العربية بكثرة عن اللغة اليابانية.

٢-لوحظ في كلا اللغتين كثرة وجود التعبيرات التي تقوم على فكرة إمكانية احداث تقابل في الاستيعاب الإدراكي   بين عناصر ومكونات الظواهر الطبيعية وعناصر ومكونات المفاهيم المجردة.

٣-على الرغم من الاختلاف الواضح بين التعبيرات الاصطلاحية لكل من اليابانية والعربية من ناحية المعنى الدلالي والاسلوبي فيما بينها ، إلا أنه على القبيل الاخر يوجد بشكل أساسي ترابط قوي بين مكونات  تلك التعبيرات  والصورة المجازية المتعلقة بالعناصر الأتية : ((المكان ))  ((الأشياء المادية )) ((الكائنات الحية والعضوية)).

٤-تمتلك المفاهيم المجردة جوانب عدة بعضها إيجابي فعال ((active)) وبعضها الاخر سلبي خامل ((passive)) ، وتختلف فيما بينها من ناحية إبراز إحدى الجوانب عن الاخر وذلك بناء على نوعية تلك التعبيرات الاصطلاحية والصور الذهنية المكونة لها .لذا سوف نجد ان مفهوم الوقت في كل من اليابانية والعربية يتميز بقوة  الجوانب الفعالة النشطة ((active)) عن الجوانب  الخاملة ((passive)).

٥-لوحظ على الصورة المجازية المستخدمة بالتعبيرات الاصطلاحية المتعلقة بمفهوم الحب والغرام تميزها  بارتباطها الوثيق مع الاستعارة المستمدة من شكل وهيئة ووظائف أعضاء الجسم .

٦-أستطعنا من خلال ما حصلنا عليه من نتائج ان نرصد أحد خصائص الصورة الذهنية آلتي يرتكز عليها كل من مفهوم ((الموت)) ومفهوم (( الوقت )) التي تقوم على فكرة وجود ترابط طردي بين تغير الوضع المكاني لشئ او شخص ما وبين  وتغير الحالة الفعلية له.

٧-تعدد وتنوع التعبيرات الاصطلاحية الخاصة بمفهوم ( الموت)) او((الحب)) او((الوقت)) تعكس مدى تنوع وتعدد أوجه الصورة الذهنية المبنية على الخبرات المختلفة المتعلقة بتلك المفاهيم ،كما يجعلنا ذلك أن  نتبين من إمكانية وجود نموذج إدراكي او نموذج ثقافي أحادي يجعلنا من خلاله قادرين على استيعاب هذه المفاهيم المجردة الثلاث.

وبذلك نكون قد قمنا باستعراض أهم النقاط والقضايا التحليلة المطروحة في فصول هذا الكتاب وهذه الدراسة التي ارتكز الباحث فيها على أدوات علم اللغة الإدراكي في البحث والتحليل ، والتى تناولنا فيها على نطاق واسع وشامل لقضية مقارنة التعبيرات الاصطلاحية – المجازية على الأخص -لكل من اللغة اليابانية والعربية كلا على حدى وذلك  استناداً للأسس البحثية لعلم اللغة المقارن .ولكن على الجانب الاخر يجب علينا أن نعترف أيضاً أنه ماتزال توجد الكثير من النقاط والنتائج الغير وافية البحث والتحليل ، مما يلزم علينا أن نستكمل هذه الأوجه المتروكة في المراحل البحثية القادمة بإذن الله تعالى .

 وأرجو من الله تعالى أن تكون هذه الدراسة خطوة أولى على الطريق وأن تتبعها خطوات أخرى لدراسة واستقراء التعبيرات الاصطلاحية بأسس إدراكية جديدة في كل من اللغة اليابانية والعربية ، تمهيدا لعمل معجم مقارن شامل لأهم التعبيرات الاصطلاحية المعاصرة في كل من اللغة اليابانية والعربية ، وهو عمل لاتزال تفتقر إليه المكتبة اليابانية وأيضاً المكتبة العربية

Leave a Reply

メールアドレスが公開されることはありません。 * が付いている欄は必須項目です