كيف نحلم باليابان!…اليابانيون كيف ولماذا؟ من قال إن اليابان بلد صغير …المساحة؟!

تنتشر في العالم صورة ذهنية تجاه اليابان بانه بلد صغير المساحة…فهل هو بالفعل جغرافيا بلد صغير المساحة؟ …وإن لم يكن كذلك، فمن أين أتت تلك الصورة الذهنية!
تبلغ مساحة اليابان الجغرافية حوالي ٣٧٨٠٠٠ ألف كيلو مربع، حيث يعيش على كافة اراضيها تقريبا ١٢٦.٥مليون نسمة.
ونسمع كثيرا عن أن اليابان بلد صغير…من الناحية الجغرافية بالطبع، مما جعلنا نحمل صورة ذهنية تصور لنا ضيق مساحة هذا البلد، بل أن اليابانيون أنفسهم تجدهم يحملون تلك الصورة ذاتها تجاه طبيعة بلدهم الجغرافية.
وقد يكون هذا صحيحا إذا ما قمنا بالمقارنة بين اليابان وبعض البلاد المعروفة بالمساحات الجغرافية الشاسعة مثل روسيا والولايات المتحدة الامريكية أو كندا والصين، لكن في المقابل إذا قارنا مساحة اليابان ببعض الدول الاوربية الشهيرة مثل فرنسا والمانيا أو ايطاليا وانجلترا سوف نكتشف أن الفارق في المساحة الجغرافية بسيط وليس بالقدر الكبير كالذي نحمله في مخيلتنا تجاه هذا البلد.
إذا رجعنا الى المقياس المتبع بالأمم المتحدة في تحديد صغر أو كبر الدول جغرافيا، فوفق التعداد الاحصائي المعلن من قبل الأمم المتحدة فسوف نجد أن الاغلب من دول العالم لا تتعدى مساحتها أكثر من ٥٠ ألف كيلو متر مربع، وأن نصف مساحات دول العالم لا تتعدى مساحة الـ٢٥٠ ألف كيلو متر مربع لكل دولة على حدة، مما يجعل ذلك اليابان تحتل ترتيبا متقدم يرقى إلى مرتبة “أعلى المتوسط “من بين متوسط مساحات بلدان العالم المختلفة، وبذلك نستطيع القول بأن اليابان ليست دولة صغيرة المساحة على الاطلاق!
على الجانب الاخر سوف نجد بعض العوامل والظروف الطبيعية التي يُعتقد أنها هي التي تتسبب في تكوين هذه الصورة والانطباع تجاه اليابان. وتأتي طبيعة اليابان الجبلية على رأس قائمة تلك العوامل، حيث نجد أن أكثر من ٧٠ ٪ من مساحة اليابان الجغرافية غير ملائمة للعيش والحياة عليها نظرا لصعوبة ظروف البيئة المحيطة بها، مما جعل التجمعات السكانية ترتكز في مساحات جغرافية ضيقة بالمناطق الساحلية والمناطق القريبة من الانهار.
ومن هنا يجعلنا نتفهم سبب ارتفاع الكثافة السكانية بالمدن اليابانية مقارنة بدول اوربية مثل هولندا وبلجيكا، وذلك لصغر المساحة الجغرافية القابلة للحياة عليها والتي لا تتعدى الربع من المساحة الكلية لها.
ولقد كان لهذا عظيم الاثر على احداث ضغط نفسي على حياة المزارع الياباني الذي كان يشعر دائما بضيق الارض الزراعية القابلة للزراعة والحياة عليها. ومن هنا كان تولد الانطباع السائد بين الاجانب وحتى اليابانيين أنفسهم بان اليابان بلد ضيق صغير المساحة!.
مما دفع عشرات الالاف من اليابانيين للهجرة الى الأمريكيتين والصين ودول اخرى وذلك في بدايات عصر النهضة “عصر ميجي عام 1868 ” ، بعد فترة انغلاق شهدتها البلاد على مدى ٢٠٠ عام فيما يعرف بعصر العزلة والانغلاق (1603-1868 م.) حينذاك.
والجدير بالذكر هنا أن أغلب المهاجرين آنذاك كانوا من فئة المزارعين الذين كانوا يحلمون بفرصة الزراعة في أرض أكثر اتساعا من أراض اليابان.
وللحديث بقية بإذن الله تعالى…